قائمة المدونات الإلكترونية

14‏/4‏/2011

مذكرات من ميدان التحرير ( 1 )

مذكرات من ميدان التحرير
فى يوم الخميس فجرا وبعد موقعة الجمل بساعات ذهبت أنا ورفاقى الى ميدان الحرير بعدما علمنا بما حدث لاخواننا المناضلين فى الميدان . كنا حوالى 16 فرد وفى الطريق استوقفنا بلطجية من نظام مبارك المخلوع وقاموا بتفتيشنا تفتيش ذاتى واخذ البطاقات الشخصية لم نستطيع المقاومة فكانوا مسلحين ومعهم 2 من الضباط فاذا تكلم احدنا او اعترضناهم فسنخسر الكثير اقلها عاهة مستديمة بضربة سكين او ما شابه ذلك .
وبعد معاناة ومفاوضات دامت اكثر من ساعة وبعد ان اتهمونا اننا عملاء للخارج وسخروا منا على العلم باننا افضل منهم بكثير فمنا الدكتور والمهندس ومن على درجة الماجيستير والمؤهلات العليا الاخرى .
وصلنا الى ميدان التحرير وكلنا لهفة وشوق لمعرفة ما يحدث بالضبط وما تعرض له اخوانننا بالامس من ضرب وسحل وقتل .
بدون مبالغة فى سرد الاحداث رأيت اكثر من 90 % من الموجودين بالميدان مصابين بين عاهة مستديمة واصابات بالغة وحروق فمنهم من فقد عينه وغيرها من الاصابات والعاهات
عثرت على صديقى محمد من الشرقية فوجدته مصابا فى رأسه . كدت ان ابكى مما رأيت . الميدان اصبح عبارة عن ساحة للحرب نصبت المتاريس على ابواب الميدان وبفضل الله تم اغلاق جميع مداخل الميدان وكان اخطرهم مدخل عبدالمنعم رياض حيث يقف بلطجية المخلوع مبارك على كوبرى 6 اكتوبر ويقذفون الثوار بالطوب والحجارة والمولوتوف ومن الناحية الاخرى القناصة المجرمين يعتلون سطح فندق الشيراتون ويصادون الثوار وكأنهم طيور أو غربان لا يمكن لها ان توجد فى هذا المكان .
تجولت فى الميدان وعلى جميع مداخله وروى لى بعض الثوار ما حدث لهم بالامس من هجوم بالجمال والحمير والاسلحة البيضاء وعن الشهداء اللذين سقطوا امس بالميدان . تألمت كثيرا وأخذت ادعوا لهم بالثبات والنصر
الميدان ساحة حرب :
بعد ما تمكن الثوار بفضل الله من التحكم فى جميع مداخل الميدان واغلاقها وضبط حركة الدخول والخروج .تم تقسيم الثوار ورديات على المداخل كل له وظيفته من الثوار من يحضر الطعام ومنهم من يقف على المتاريس والابواب لتفتيش الدخول ومنهم من يعالج المرضى والجرحى فى المتشفيات الميدانية التى نصبها النتطوعون من الاطباء و التمريض فى وسط الميدان ومنهم من يمسك بجرس الخطر ومنهم من يحضر الاسعاف ومنهم من يجمع الطوب لمقاومة البلطجية . لم اجد نظاما مثل هذا من قبل .
جاء الليل وذهبت الى احدى العمارات بالميدان التى كان يحتلها البلطجية حيث كانت تمثل ضلعا اساسيا للبلطجية فكان علي سطحها الطوب والمولوتوف والاسلحة وبعدما تمكن الثوار بفضل الله من استردادها واعتلوها جلست الى احدهم وحكى لى بعض ما رأى فى هذا اليوم من معجزات ربانية فى موقعة الجمل بين الثوار وبلطجية النظام . حكى لةى الكثييير والكثير لكن ما لفت انتباهى وجعلنى احس فعلا بقدرة الله وكيف للشباب الاعزل الذى لا يملك سلاحا ولا حتى عصاة ليدافع بها عن نفسه ان يسقط نظاما وامبراطورية دامت ثلاثون عاما من القهر والظلم , فقال لى هذا المناضل واقسم ان البلطجى كان يقف على سطح العمارة او البلكونة ثم يرمى زجاجة المولوتوف على الثوار فى الميدان مشتعلىة بالنيران فلا تسقط وتعود عليه لتحرق رجله وما ذلك على الله ببعيد . فمن كان يستطيع ان يقف امام هذه القوة الغاشمة
رجل أوتى من القسوة الجبروت والعتاد والعدة والجنود ما لم يؤت احد فبالطبع لا يقدر عليه الا خالقه
والى اللقاء واستكمال المذكرات .